Slide Ads

Adhitz

World Ads

نور اسلامنا

Sunday, March 23, 2008

الايجابية طريق الرجال لتحقيق الامال

منقول للفائدة

الإيجابية طريق الرجال إلى تحقيق الآمال ج1

د. أحمد عبد الخالق

إذا رأيت إنسانا يدعو الناس إلى الخير وينهاهم عن الشر، فاعلم بأنه إيجابي. وإذا رأيت إنسانا يتألم لآلام المسلمين فيحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، فاعلم بأنه إيجابي. وإذا رأيت إنسانا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فاعلم بأنه إيجابي. وإذا رأيت المرء يبذل من وقته وماله، ويضحي بنفسه وحياته في سبيل دعوته، فاعلم بأنه إيجابي. وإذا رأيت المرء يحب للمسلمين ما يحب لنفسه، ويبغض للمسلمين ما يبغضه لنفسه، فاعلم بأنه إيجابي. وهكذا....

وإذا رأيت المرء في واد والمسلمين في واد آخر، إذا رأيت المسلم لا هيا، أو غافلا عن أمور المسلمين وهمومهم ومشكلاتهم، إذا رأيت المسلم لا هم له إلا أن يملأ بطنه، أو يمتع فرجه، فاعلم يا أخي الكريم أن هذه هي السلبية بعينها وذاتها، السلبية التي جعلت هذا الإنسان عبارة عن عضو مبتور، لا صلة له بجسد هذه الأمة، فأصبح عديم الإحساس تماما، بل إنه صار من الأموات الذين يتحركون على وجه الأرض.

ومن هنا فإن المسلم الإيجابي، هو الذي يظل حيا ولو كان تحت الثرى، يظل حيا بذكراه الطيبة، ومآثره الخالدة، يظل حيا بما قدم لدينه وبني دينه، وبني وطنه من أعمال وأقوال ونصائح. ألم تقرأ قول الله تعالى: {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} يس: 12

لذا فإن الإيجابية، إنما تعني مشاركة الناس في حزنهم وفرحهم، والتفاعل معهم. والإيجابية، تعني التفاعل مع أي حدث من الأحداث التي تمر به الأمة الإسلامية، والتفاعل مع كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قراءة وفهما وتدبرا وعملا ودعوة وحماية وتبليغا.....إلخ.
ولسوف يكون حديثنا بمشيئة الله تعالى في الحلقات القادمة عن الإيجابية وعوامل تحقيقها، وعن مظاهر تحقيق الإيجابية.

القسم الأول: الإيجابية وعوامل تحقيقها

العامل الأول : الإيمان مفتاح النفوس:

إن الإيمان من أهم عوامل تحقيق الإيجابية، حيث إنه الدافع إلى كل طاعة، والمانع لكل معصية. وبقدر ما يكون الإيمان، يكون العمل وتكون الحركة والتفاعل مع الحدث، وبقدر ما يكون الإيمان، يكون البعد عن المعاصي، وتكون الاستقامة على منهج الله تعالى.

فالإيمان الصادق هو الذي يحرك قدميك نحو المسجد عندما ينادى للصلاة. وهو الذي يحرك قدميك نحو النائمين الغافلين، لإيقاظهم من نومهم وتنبيههم من غفلتهم، كي يستعدوا للقاء الله. والإيمان هو الذي يحرك قدميك نحو العصاة والمذنبين، لتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وتأخذ بأيديهم إلى طريق الحق وسبيل الهداية.

والإيمان الصادق، هو الذي يحرك قدميك نحو أصحاب الحاجات، لقضاء حوائجهم والمشي في مصالحهم، لتحقيق آمالهم، ولسان حالك يردد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه.]رواه الترمذي.

والإيمان الصادق هو الذي يحرك قدميك نحو بيوت الله تعالى، لتتعلم العلم، أو تعلم الناس علما، فيهتدون به، فيكون لك مثل أجورهم، وتكون قد فزت بأفضل مما طلعت عليه الشمس. ألم تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم: [ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله به طريقا إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.] رواه الترمذي.

إن الإيمان الصادق، هو الحارس لصاحبه في السر والعلن، وهو الحصن الحصين الذي يعيش به صاحبه آمنا مطمئنا، حيث لا قلق ولا خوف ولا فزع. والإيمان الصادق هو السعادة الحقة، التي لا يشعر بها إلا المؤمنون حقا، والتي يفقدها أصحاب التيجان.

ولكون الإيمان، هو المحرك للإنسان، وهو (الدينامو) الذي بدونه لا يكون الإنسان حيا. ولكون الإيمان من العوامل الهامة التي تحقق الإيجابية في المسلم، أو تجعله مسلما إيجابيا، فإني سوف أشير إشارة سريعة إلى ما يكون سببا في تقوية إيمانك، أو أشير إلى بعض الأمور التي تنمي الإيمان وتقويه، حتى تكون مسلما إيجابيا بإذن الله تعالى.

أسباب قوة الإيمان

(1) الذكر وقراءة القرآن:

فبالذكر يطمئن القلب ويخشع، ويستشعر الذاكر عظمة الله تعالى، ويتذكر أن كل شيء في الوجود يسبح بحمده ويخضع لأمره، والذاكر يحمد الله على النعم العظيمة، التي أسبغها عليه خالقه، من سمع وبصر ومأكل ومشرب ....إلخ . والذكر يجعل الذاكر يكبر الله تعالى، مستشعرا أنه يعمل مع القوي الكبير المتعال، فيكتسب العزة من خالقه، فلا يخشى أحدا من خلقه، وإذا به ينظر إلى الدنيا وطغاتها وجلاديها باستهزاء واستعلاء، لاتصاله بمن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه. وكلما كان الذكر بالصيغ الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أفضل، والاستفادة منه أكثر. وعلى الذاكر أن يتدبر ويتفكر فيما يذكر، متحليا بالخشوع، ليتناسب الذكر مع مقامه وجلاله سبحانه وتعالى.

وإن أفضل الذكر قراءة القرآن، حيث إنه أقوى سلاح بيد المؤمن في هذه الدنيا، لذلك فقد وجب على الداعية كثرة النظر في كتاب الله تعالى، وتخصيص ورد يومي من القرآن، يرطب به لسانه، ويعطر به قلبه، ولا يتركه بأي حال من الأحوال، حيث إن قلوبنا بحاجة إلى عذب من معين القرآن، يمنحها السكينة والطمأنينة، ويكسبها الشفافية والإرهاف.

2 ) ذكر الموت :

حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [أكثروا ذكر هادم اللذات] يعني الموت. ويقول الشاعر: اذكر الموت هادم اللذات.......وتجهز لمصرع سوف ياتي. وما نعيم الدنيا إلا كخيال طيف، أو سحابة صيف، فهي ظل زائل، ونجم قد تدلى للغروب، فهو عن قريب آفل. قال النبي صلى الله عليه وسلم: [مالي وللدنيا إنما أنا كراكب قال (من القيلولة) في ظل شجرة، ثم راح وتركها]

3)الإكثار من التفكير في خلق الله تعالى :

فهذه عبادة تركها كثير من الناس وزهدوا فيها، فحري بالدعاة إلى الله أن يعيدوها ويحبوها. وكيف لا، وقد ألزمهم بذلك ربهم، حيث قال تعالى في كتابه: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا} سبأ (46) وهي عبادة جليلة وقربة إلى الله عظيمة، تترك في النفوس أثرا لا يمحى، وتسكب في القلوب رغبة ورهبة، وتنزع منها شرورا في النفس خافية، ولذلك فقد مدح الله تعالى المتفكرين في خلقه فقال: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب . الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}آل عمران (190 ، 191)

وسوف نواصل الحديث في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى، ومع الإيجابية سوف يكون الموعد واللقاء، وإلى أن نلتقي أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

لا تنسى زيارة منتديات نور اسلامنا فبها الكثير من المواضيع الهامة

No comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...